الساحل الغربي
اهلاً وسهلاً بك زائرناالكريم
الساحل الغربي
اهلاً وسهلاً بك زائرناالكريم
الساحل الغربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الساحل الغربي

منتدى ثقافي إجتماعي رياضي ديني
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الجزء التاسع عشر والأخير : مِنْ سننِ المصطفى عليه السلآم ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام

المدير العام


عدد المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 13/07/2010
العمر : 34

 الجزء التاسع عشر والأخير : مِنْ سننِ المصطفى عليه السلآم ..  Empty
مُساهمةموضوع: الجزء التاسع عشر والأخير : مِنْ سننِ المصطفى عليه السلآم ..     الجزء التاسع عشر والأخير : مِنْ سننِ المصطفى عليه السلآم ..  Icon_minitimeالجمعة يوليو 16, 2010 12:42 pm

بسم الله الرحمن الرحيـم ..











 الجزء التاسع عشر والأخير : مِنْ سننِ المصطفى عليه السلآم ..  Sme1



كمآ تعودنآ أحبتي .. في كل طرح يكون لنآ ومضّه ووقفه ..

نتعلم بهآ من هدي المصطفى عليه الصلآة والسلآم ...


وهذا الطرح سوف يكون ختام هذه السلسله اللتي نسأل الله أن تكون مرجع لمن اراد ان يستزيد من سنن نبينا وحبيبنا { محمد صلى الله عليه وسلم

في هذه الخاتمه سوف نتحدث عن اهم السنن وهي عن { الأكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى }


الإكثار من ذكر الله تعالى

وباب الذكر باب واسع , تقدَّم شيء منه في ثنايا السنن السابقة , والذكر مفهومه شامل , وله معنيان :
أ- معنى عام : ويشمل كل أنواع العبادات من صلاة وصيام وحج وقراءة قرآن وثناء ودعاء وتسبيح وتحميد وتمجيد وغير ذلك من أنواع الطاعات؛ لأنها إنما تقام لذكر الله وطاعته وعبادته.

قال شيخ الإسلام ( في مجموع الفتاوى 10/661 ): " كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرِّب إلى الله من تعلّم علم وتعليمه وأمر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله "

ب- معنى خاص : وهو ذكر الله بالألفاظ التي وردت عن الله سبحانه وتعالى من تلاوة كتابه ، أو الألفاظ التي وردت على لسان رسوله صلى الله علية وسلم ، وفيها تمجيد وتنزيه وتقديس وتوحيد لله سبحانه وتعالى .

والمقصود في هذه السنة هو المعنى الخاص .

وأعظمه تلاوة كتاب الله تعالى , فالتعبد بتلاوته أسهر عيون السلف وأقض مضاجعهم ( سورة الفاتحة البقرة آل عمرآن النساء المائدة الأنعام الأعراف الأنفال التوبة يونس )
فجمعوا في ليلهم تلاوة كتاب الله تعالى وسائر الأذكار المأثورة عن رسول الله , فلله درُّه من ليل طاب بإحياء أهله له , ويالخسارتنا وتهاوننا وتفريطنا بليالينا وأسحارنا ! وعسى أن تسلَم من عصيان إلهنا إلا ما رحم ربنا .

تقدَّم في أول السنن من حديث حذيفة كيف أن النبي قرأ في ركعة واحدة البقرة ثم النساء ثم آل عمران , وعن أبي وائلٍ عن عبدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال «صليتُ معَ النبيِّ صلى الله علية وسلم ليلةً، فلم يَزَلْ قائماً حتى هَمَمْتُ بأمرِ سَوْءٍ. قلنا: وما هَممتَ ؟ قال: هممتُ أن أقعدَ وأذَرَ النبيَّ صلى الله علية وسلم ». متفق عليه .

- وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه . قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ صلى الله علية وسلم : «اقرأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ » قَالَ قُلْتُ: إِنِّي أَجَدُ قُوَّةً. قَالَ: «فَاقْرَأْهُ فِي عِشْرِينَ لَيْلَةً» قَالَ قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً. قَالَ: «فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلاَ تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ». ولما كان الصحابة أحرص الناس على القرآن , كانوا يتحسرون لفواته فجعل لهم النبي صلى الله علية وسلم فرصة يعوِّضون بها ما فاتهم من القرآن , روى مسلم في صحيحة حديث عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ، قال : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله علية وسلم : «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ» , فياربِّ ألحقنا بركبهم واعف عن تقصيرنا وزللنا .

- وعن أَوْسِ بنِ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: «سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ الله صلى الله علية وسلم كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرآنَ؟ قَالُوا ثَلاَثٌ وَخَمْسٌ وَسَبْعٌ وَتِسْعٌ وَإِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثَ عَشْرَةَ وَحِزْبُ المُفَصَّلِ وَحْدَهُ».رواه أحمد وأبوداود .

والمقصود بثلاث أي أول ثلاث سورة في أول يوم ثم الخمس التي تليها في اليوم الثاني وهكذا حتى يختموا القرآن بأسبوع

هكذا كان الرعيل الأول مع أعظم الذكر وهو القرآن , وحذا حذوهم من تبعهم من السلف ؛ لأنهم تربوا على نهج مدرستهم , فقلما تقرأ في ترجمة أحدهم إلا وتجد أنه كان يختم في كذا وكذا ومعظم هدْيهم التسبيع , أي يختمون كل أسبوع .

- وعن حماد بن زيد : عن عطاء بن السائب , أن أبا عبد الرحمن قال : أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن فكنا نتعلم القرآن والعمل به , وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم . ( انظر سير أعلام النبلاء 4/ 269 )

- الذكر فيه حياة للقلوب

كثير منَّا لاسيما في هذه الأزمان وكثرة الانشغال يشكو صدأ قلبه وغفلته , وحياة القلب تكون بالذكر , ففي صحيح البخاري من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله علية وسلم : « مَثلَ الذي يَذكرُ ربَّه والذي لا يَذْكرُ ربه مَثلُ الحي والميِّت ». وفي لفظ مسلم قَالَ النبي صلى الله علية وسلم : « مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللّهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ اللّهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ ».

قال ابن القيم : في كتابه مدارج السالكين في [ فصل منزلة الذكر] " ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الذكر وهي منزلة القوم الكبرى، التي منها يتزودون، وفيها يتجرون، وإليها دائمًا يترددون , والذكر منشور الولاية، الذي من أعطيه اتصل، ومن منعه عزل، وهو قوت قلوب القوم، الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورًا، وعمارة ديارهم التي إذا تعطلت عنه صارت بورًا.........وهو جلاء القلوب وصقالها ودواؤها إذا غشيها اعتلالها، وكلما ازداد الذاكر في ذكره استغراقًا ازداد المذكور محبةً إلى لقائه واشتياقًا.....وهو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده، ما لم يغلقه العبد بغفلته".اهـ.

حث الله سبحانه وتعالى على ذكره في مواضع عديدة منها :

- حث الله تعالى عباده لأن يكثروا من الذكر فقال تعالى : ( يآ أيها الذين ءآمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً )

- ووعد الله الذاكرين والذاكرات بالمغفرة وعظيم الأجر والثواب فقال تعالى : ( الشورى والزخرف الدخان الجاثية الأحقاف محمد الفتح الحجرات ق الذرايات )

- وحذرنا الله تعالى من صفات المنافقين فهم يذكرون الله تعالى, ولكن تأمل مقدار ذكرهم قال الله تعالى : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً )

- وحذرنا الله تعالى من الانشغال بالأموال والأولاد عن ذكره جل وعلا فقال تعالى : (يآ أيها الذين ءامنوا لاتلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون 9)

- وتأمل معي هذا الفضل العظيم , والشرف الرفيع , قال الله تعالى : ( فأذكروني أذكركم )وقال في الحديث القدسي: «أنا عندَ ظنِّ عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني، فإِن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرَني في مَلأٍ ذكرته في مَلأٍ خيرٍ منهم » متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

- وامتدح الله أولوا العقول من المؤمنين بأنهم يذكرونه على كل حال فقال تعالى : ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والليل لآيات لأولي الألباب . الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا بطلاً سبحانك فقنا عذاب النار )


وفي سنته المصطفى عليه الصلاة والسلام

- الذي كان خلقه القرآن - ما يفسر لنا من فعله هذه الآية فكان الذكر ملازماً له على كل أوقاته وأحواله , تقول عائشة رضي الله عنها كما في صحيح مسلم : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله علية وسلم يَذْكُرُ الله عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ.

ولك أن تتصور – أخي المسلم – كل أحيانه , وكيف هي كل أو بعض أحياننا , ولا أقول بمماثلتها ولكن بمقاربتها لأحيان النبي صلى الله علية وسلم ؟ فهل نحن في بعض أوقاتنا من الذاكرين ؟ رحم الله حالنا !

والأعجب من ذلك أن الأمام مسلم روى لنا في صحيحه كيف يكون ذكره حتى في حال انشغاله فعن الأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللّهَ صلى الله علية وسلم قَالَ: «إِنَّهُ لَـ يُغَانُ عَلَى قَلْبِي. وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللّهَ، فِي الْيَوْمِ، مِائَةَ مَرَّةٍ».

قال النووي : " والمراد هنا ما يتغشى القلب، قال القاضي: قيل المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل عد ذلك ذنباً واستغفر منه، قال: وقيل هو همه بسبب أمته وما أطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم، وقيل سببه اشتغاله بالنظر في مصالح أمته وأمورهم ومحاربة العدو ومداراته وتأليف المؤلفة ونحو ذلك، فيشتغل بذلك من عظيم مقامه فيراه ذنباً بالنسبة إلى عظيم منزلته ...... وقد قال المحاشي: خوف الأنبياء والملائكة خوف إعظام وإن كانوا آمنين عذاب الله تعالى " ( انظر شرحه لمسلم , حديث (2702) , باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه )

- الذكر نوعان : مطلق ومقيَّد

وينبغي أن يحرص العبد على أن يذكر الله بقلبه ولسانه فإن هذا أكمل الأحوال , لا بلسانه فقط , فمن النَّاس مَنْ لايتسشعر ما يقوله من أذكار ؛ لأنه في أذكاره لا يتحرك إلا لسانه ولو تحرك القلب وتدبَّر لزاد الإيمان ورقَّ القلب , واعلم أيضاً – أن الذكر من حيث موضعه على نوعين :

ذكر مقيَّد , وذكر مطلق ؛ فالمقيَّد هو ما قُيِّد بمكان أو وقت أو حال , والمطلق هو مالم يُعيَّن بشيء من ذلك , وإنما في سائر اليوم , فأذكار ما بعد الصلوات , أو الذكر الذي يكون بعد الأذان وكذا كل ذكر قاله النبي في مكان أو وقت معيَّن فإنه يُقدَّم على سائر الذكر المطلق , لأنه بهذا يحصل على إتباع النبي فيفعل كفعله صلى الله علية وسلم , فلو سلَّم من صلاته المفروضة فإن الأفضل في حقِّه أن يأتي بأذكار ما بعد الصلاة ولا يأتي بغيره من الأذكار ولو كان فاضلاً كقراءة القرآن , لأنه هكذا فعل النبي صلى الله علية وسلم , والخير تمام الخير في التأسي به علية الصلاة والسلام .


- بالذكر يكون العبد من السابقين

الحديث عن الذكر و فوائده يطول , ولكن ينبغي للمسلم ألا يكون ممن قلَّ ذكره لربه , ويبادر للحفاظ على تلك النوائل العظيمة والفضائل الجسيمة التي تكون في الذكر , ويحاول شيئاً فشيئا تعويد نفسه على عبادة الذكر , فيعوِّد نفسه التي لطالما نفهت من الطاعة, فيأخذ من سنة النبي نوعاً ويحافظ عليه مدة حتى إذا استمكن منه وصار هذا الذكر من عمله في يومه وليلته حمل نفسه ورفع توقها , فتاقت لذكر آخر وهكذا , حتى يكون من ( المُفَرِّدين ) وهم الذاكرون الله كثيراً والذاكرات , فيكون من الذين سبقوا بقول النبي كما روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله علية وسلم يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ. فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ. فَقَالَ: «سِيرُوا. هَـذَا جُمْدَانُ. سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ » قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ «الذَّاكِرُونَ اللّهَ كَثِيراً، وَالذَّاكِرَاتُ».
فالمُفرِّدين عرَّفهم النبي بالذاكرين الله كثيراً والذاكرات , والمفرِّدين في اللغة من الانفراد فكأنهم انفردوا عن غيرهم بذكر الله تعالى فلم يصل إلى ما وصلوا إليه كثير من أقرانهم كما ذكر بعض أهل العلم , وقبيح أن يكون القلب خالياً من ذكر الله تعالى , واللسان يابساً من ذلك وقد قال النبي صلى الله علية وسلم لرجل جاءه قال له : إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع؟ قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عزَّ وجلَّ». والحديث رواه أحمد والترمذي ,


ومما ورد في سنة النبي من أنواع الذكر كثير منها ما يلي :

1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله علية وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ، مِائَةَ مَرَّةٍ. كَانَتْ لَهُ عِدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ. وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ. وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ. وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذلِكَ ، حَتَّى يُمْسِيَ. وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ. وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ، مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ. وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ». متفق عليه .

2- وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال النبي صلى الله علية وسلم : « مَنْ قَالَ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مِرَارٍ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ». رواه البخاري ومسلم .

3- وعن سعد بن أبي وقاص قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله علية وسلم فَقَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَوْمٍ، أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ. أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ». رواه مسلم .

4- عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله علية وسلم قال: « مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ ، مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ عنه خَطَايَاهُ. وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ». متفق عليه , وفي رواية عند مسلم : «مَنْ قَالَ، حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ. إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ».


والأحاديث في أنواع الذكر وفضلها كثيرة , والذي تقدَّم هو من أشهر وأصح ما ورد من الذكر له فضل , وورد غيره كثير فعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ صلى الله علية وسلم : «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟» فَقُلْتُ : بَلَى. فَقَالَ: «قُل لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللّهِ». رواه البخاري ومسلم

وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله علية وسلم : «لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ للّهِ وَلاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللّهُ وَاللّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ».رواه مسلم , والاستغفار أيضاً هو من أنواع الذكر , وتقدَّم حديث الأغرِّ المُزني عند مسلم , وقول النبي صلى الله علية وسلم «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي. وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللّهَ، فِي الْيَوْمِ، مِائَةَ مَرَّةٍ». وهذا فعله صلى الله علية وسلم , وقد حث على الاستغفار من قوله كما في صحيح مسلم عن الأغرِّ أيضاً قال : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله علية وسلم : «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللّهِ. فَإِنِّي أَتُوبُ، فِي الْيَوْمِ، إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ» , وعند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعتُ رسولَ اللّهِ صلى الله علية وسلم يقول: «واللّهِ إني لأستغفرُ اللّهَ وأتوبُ إليه في اليوم أكثرَ من سبعينَ مرَّة» فينبغي للعبد ألا يغفل عن الاستغفار .

وأختم سنة الذكر – وكذا جميع السنن اليومية - بذكر عظيم جاء في الصحيحين , ختم به البخاري صحيحه , وختم به ابن حجر كتابه بلوغ المرام وهو حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله علية وسلم : «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمنِ. سُبْحَانَ اللّه وَبِحَمْدِهِ. سُبْحَانَ اللّهِ الْعَظِيمِ». متفق عليه

وبهذا نكون قد انتهينا من هذه السلسله فـ يا أيها المسلم ما لا يدرك كله لا يُترك كله فذكر واحد تمسك به حتى تضم إليه غيره وهكذا خير لك من أن يمضي عمرك ولم يزدد عملك من هذه العبادة الجليلة .


قال النووي في كتابه ( الأذكار ) :

" اعلم أنه ينبغي لمن بلغه شيء من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرة واحدة ،
ليكون من أهله ، ولا ينبغي أن يتركه مطلقاً ..

لحديث :" إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " رواه البخاري "

والثانية : إذا أنعم الله عليك بطاعة وكنت من أهلها من المواظبين عليها وفاتت عليك يوماً فحاول أن تأتي بها إن كانت مما تُقضى ,
فإن العبد إذا اعتاد على التفويت وتساهل فيه ضيَّع العمل .!

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعلني وإياكم ممن يتبعون السنة ويتمسكون بها في أقوالنا وأفعالنا وجميع أحوالنا
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://smail1.arabchampions.net
 
الجزء التاسع عشر والأخير : مِنْ سننِ المصطفى عليه السلآم ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الساحل الغربي :: المنتدى العام :: مواضيع إسلاميات-
انتقل الى: